حاجز مسلح على مدخل قاعدة حميميم؟
تهيئ الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تنظيم "داعش" لشن هجمات إرهابية على قواعد روسيا في حميميم وطرطوس. هذا ما كشفته الاستخبارات الخارجية الروسية، في بيان نشر فجر اليوم.
وصدر البيان الروسي بعد ساعات من نفي إدارة العمليات العسكرية في سوريا أمس الجمعة، الشائعات التي تحدثت عن دخول قواتها إلى قاعدة "حميميم" الروسية واعتقال عدد من الضباط السوريين فيها.
ومنذ انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قبل عشرين يوماً، نظمت الإستخبارات الإنكليزية حملة إعلامية وديبلوماسية عن اقفال قواعد روسيا على الساحل السوري أو نقلها الى ليبيا.
وفي الساعات الماضية أشاعت مصادر الإستخبارات البريطانية أخباراً عن حاجز كبير على مدخل قاعدة حميميم الروسية قرب مدينة اللاذقية، شمال غرب سوريا. ولم يتم تأكيد ذلك من مصادر سورية مستقلة.
إلا أن ديبلوماسياً عربياً في القاهرة، ذكّر بالتقرير الأخير الذي وزعته وكالة "تاس" الروسية، ونقلت فيه عن مصدر مطلع أن السلطات السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع / أبو محمد الجولاني "لا تخطط لخرق الاتفاقات التي تستخدم بموجبها روسيا القواعد العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، في المستقبل القريب."
ولوحظ ان الحكومة البريطانية أصدرت انتقادات متلاحقة للحكم الإنتقالي في سوريا الجديدة، خصوصاً قوة نفوذ تركيا على قراراته وتوجهاته العامة.
وترسم معلومات جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية في بيانه، اليوم السبت، رؤية متشائمة الى مستقبل الإستقرار وإحلال الهدوء اللذان تحتاجهما سوريا في هذه المرحلة الصعبة. وقد ذكر البيان الأسباب الآتية :
- أن دوائر الإستخبارات البريطانية والأميركية، قدمت طائرات مسيرة الى مجموعات من تنظيم "داعش" التكفيري الإرهابي، أفرج عنها من معسكرات الإعتقال التي تديرها الميليشيا الإنفصالية الكردية/ "قسد" لعناصر هذا التنظيم في مناطق الإحتلال الأميركي.
- ينوي "داعش" شن هجمات إرهابية على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، استجابة للهدف الأميركي - البريطاني بمنع استقرار الوضع في سوريا، وتكريس حالة من الفوضى في الشرق الأوسط، بعد الإطاحة بالنظام السوري السابق.
- "تعتقد واشنطن ولندن أنهما ستتمكنان في مثل هذه الظروف من تحقيق هدفهما الجيوسياسي بسرعة - وهو ضمان هيمنتهما طويلة المدى على المنطقة على أساس المفهوم البغيض المتمثل في "النظام القائم على القواعد".
- أنه الوجود العسكري الروسي على ساحل البحر المتوسط في سوريا، يعرقل هذه الخطط، لأن قاعدتي حميميم وطرطوس "لا تزالان تشكلات عاملاً مهماً في الاستقرار الإقليمي". وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "دول الشرق الأوسط" تريد من روسيا الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا.
- أجل إخفاء تورطهم في هجمات "داعش" المخطط لها، أمرت القيادة العسكرية للولايات المتحدة وبريطانيا قواتهما الجوية بمواصلة شن ضربات على مواقع "داعش"، مع إخطار عناصرها ومجموعاتها المسلحة بها مسبقا.
- إن "لندن وواشنطن تأملان بأن تدفع مثل هذه الاستفزازات روسيا إلى إجلاء قواتها من سوريا. وفي الوقت نفسه، سيتم اتهام السلطات السورية الجديدة بالفشل في السيطرة على المتطرفين".
- أن "هذا النهج الذي يتبعه الأنجلوسكسانيون الذين يعلنون التزامهم باستقرار وبناء سوريا "الديمقراطية"، يظهر بشكل واضح موقفهم الحقيقي تجاه هذا البلد وشعبه".
وأضاف هذا الموقف يتجلى كذلك في استمرار احتلال القوات الأمريكية - بحجة ضرورة محاربة "داعش" - للمناطق النفطية شرق نهر الفرات، والتي لا تنوي واشنطن إعادتها إلى دمشق.